أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

أول رامٍ في الإسلا م, سعد بن أبي وقاص



 

أول رامٍ في الإسلا م, سعد بن أبي وقاص:


سعد بن أبي وقاص، مالك الزهري القرشي، هو أحد أبرز قادة الإسلام وصحابته الكرام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة. كان من أوائل من دخلوا الإسلام، حيث يُقال إنه كان ثالث أو سابع من أسلم، وقد اشتهر بمكانته الرفيعة وبطولاته في تاريخ الإسلام.


إسلامه:

جاء في سبب إسلامه أنه رأى رؤيا تحثه على الإسلام، فعن ابنته عائشة أنه قال: "رأيت في المنام قبل أن أسلم كأني في ظلمة لا أبصر شيئا إذ أضاء لي قمر فاتبعته، فكأني أنظر إلى من سبقني إلى ذلك القمر، فأنظر إلى زيد بن حارثة، وإلى علي بن أبي طالب وإلى أبي بكر وكأني أسألهم: متى انتهيتم إلى ههنا؟ قالوا: الساعة، وبلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى الإسلام مستخفيا، فلقيته في شعب أجياد وقد صلى العصر فأسلمت، فما تقدمني أحد إلا هم.

وكان أبو بكر يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه، فكان سعد ممن دعاهم، وكانت أم سعد معارضة لإسلامه، حيث لما علمت بإسلامه هددته بأنها لن تأكل وتشرب حتى تموت، لكي تجعله يرجع عن الإسلام، فرفض سعد ذلك وأصر على الإسلام، فيقول: نزلت هذه الآية في {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون} (لقمان: 15)


هجرته إلى المدينة:

كان سعد من المهاجرين الأوائل إلى المدينة، حيث كانت هجرته قبل قدوم النبي، فعن البراء بن عازب قال "أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وكانا يقرآن الناس، فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب في 20 من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم".

ولما هاجر سعد مع أخيه عمير بن أبي وقاص من مكة إلى المدينة نزلا في منزل لأخيهما عتبة بن أبي وقاص كان بناه في بني عمرو بن عوف، حيث كان عتبة أصاب دما بمكة فهرب فنزل في بني عمرو بن عوف، وكان ذلك قبل البعثة النبوية.

أول من رمى بسهم في سبيل الله، وكان أحد الفرسان الذين كانوا يحرسون النبي في مغازيه، وذلك في سرية عبيدة بن الحارث في شوال على رأس 8 أشهر من الهجرة إلى المدينة المنورة.


معاركه:

شهد سعد بن أبي وقاص جميع الغزوات مع النبي، فشهد غزوة بدر، وغزوة أحد وثبت فيها حين ولى الناس، وشهد غزوة الخندق وبايع في الحديبية وشهد خيبر وفتح مكة، وكانت معه يومئذ إحدى رايات المهاجرين الثلاث، وكان من الرماة الماهرين، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وكان أحد الفرسان الذين كانوا يحرسون النبي في مغازيه، وذلك في سرية عبيدة بن الحارث في شوال على رأس 8 أشهر من الهجرة إلى المدينة المنورة، وكان معه يومئذ المقداد بن عمرو وعتبة بن غزوان.
غزوة بدر

شهد سعد غزوة بدر، وأرسله النبي في بداية المعركة مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ونفر من أصحابه إلى ماء بدر، ليأتوا له بالأخبار عن جيش قريش، فوجدوا غلامين لقريش يستقيان للجيش، فأتوا بهما إلى النبي وهو يصلي، فسألوهما، فقالا: "نحن سقاة قريش، بعثونا لنسقيهم من الماء"، فكره القوم خبرهما، ورجوا أن يكونا لأبي سفيان، فضربوهما، فلما أذلقوهما قالا: "نحن لأبي سفيان" فتركوهما، وركع النبي وسجد سجدتين، ثم سلم، فقال: "إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما! صدقا والله، إنهما لقريش"، وقال لهما: "أخبراني عن جيش قريش"، فقالا: "هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى"، فقال لهما: "كم القوم؟"، قالا: "كثير"، قال: "ما عدتهم؟"، قالا: "لا ندري"، قال: "كم ينحرون كل يوم؟"، قالا: "يوما تسعا ويوما عشرا"، فقال النبي: "لقوم ما بين التسعمائة والألف".

ولما بدأت المعركة أبلى سعد بلاء حسنا، روى الإمام أحمد في مسنده عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم بدر قتل أخي عمير، وقتلت سعيد بن العاص، وأخذت سيفه، وكان يسمى ذا الكتيفة، فأتيت به نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اذهب فاطرحه في القبض" قال: فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي، وأخذ سلبي، قال: فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلت سورة الأنفال، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذهب فخذ سيفك". وروى أن سعدا قد أسر أسيرين يوم بدر.

وفاته:



كان آخر المهاجرين وفاة، ولما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف، فقال: "كفنوني فيها، فإني كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر وهي علي، وإنما كنت أخبئها لذلك"، فكانت وفاته في عهد معاوية بن أبي سفيان سنة 55 هجرية، فحمل إلى المدينة على رقاب الرجال، وصلى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة، وكان يوم مات ابن بضع وسبعين سنة.

هذا هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، وقد كتبت نبذة عنه لنتذكر في هذا الشهر المبارك سيرة بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ندعو الله أن يمن علينا ويحشرنا في زمرة حبيبه المصطفى وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


تعليقات