أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

قصة سيدنا عيسى



 

قصة سيدنا عيسى:



إليك قصة سيدنا عيسى بن مريم بالتفصيل، بدءًا من ميلاده مرورًا بدعوته ومعجزاته وحتى رفعه إلى السماء ومكانته في الإسلام:


 1. ميلاد سيدنا عيسى:

**ميلاده المعجزة**:


وُلد عيسى عليه السلام من السيدة مريم بنت عمران في معجزة عظيمة حيث كانت مريم عذراء لم يمسها بشر، وقد حدث هذا بقدرة الله تعالى. في القرآن الكريم، تُسجل القصة في سورة مريم وسورة آل عمران. أرسل الله جبريل عليه السلام ليبشر مريم بمولودها، وعندما سألته كيف يكون لها ولد وهي لم تتزوج، قال لها إن ذلك أمر الله: **"قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرًا مقضيًا"** (سورة مريم: 21).


**ولادته والمعاناة**:


حينما حان وقت الولادة، لجأت مريم إلى جذع نخلة وهي تعاني من آلام الوضع وخوفًا من ردود أفعال قومها. فأتى إليها صوت جبريل مطمئنًا: **"فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريًا"** (سورة مريم: 24). أشار لها أن تهز جذع النخلة فتساقط عليها الرطب لتأكل منه وتشرب من السري (جدول الماء).


**الدفاع عن نفسها**:


بعد الولادة، عادت مريم إلى قومها وهي تحمل عيسى. اندهشوا وشككوا فيها، لكنها أشارت لهم أن يسألوا الطفل، فأنطق الله عيسى في المهد وقال: **"إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًا وجعلني مباركًا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا"** (سورة مريم: 30-31).


 2. دعوة سيدنا عيسى عليه السلام


**الرسالة والتوحيد**:

بعث الله عيسى عليه السلام نبيًا إلى بني إسرائيل، الذين انحرفوا عن شريعة موسى عليه السلام. دعاهم إلى عبادة الله وحده وإصلاح ما أفسدوه. أُنزل عليه الإنجيل ليكون هاديًا ومبشرًا بالتوحيد.


**التحذير من النفاق**:

نادى عيسى بضرورة نبذ الرياء والتمسك بجوهر الدين، وانتقد الفساد الأخلاقي والديني الذي كان منتشرًا بين بني إسرائيل.


 3. معجزات سيدنا عيسى


أيد الله عيسى عليه السلام بالعديد من المعجزات لتكون دليلاً على نبوته، ومن أهم هذه المعجزات:


1. **إحياء الموتى**:

كان عيسى عليه السلام بإذن الله يحيي الموتى كمعجزة عظيمة أدهشت الناس وجعلتهم يوقنون بنبوته. مثال على ذلك إحياؤه للعازر، حيث دعاه بصوت عالٍ فعاد حيًا.


2. **شفاء المرضى**:

كان عيسى يشفي الأعمى والأبرص بأمر الله. هذه المعجزات كانت بمثابة رحمة للناس ودليل على صدق رسالته.


3. **صنع الطير من الطين**:

كان يصنع من الطين هيئة طير ثم ينفخ فيه، فيتحول الطين إلى طير حقيقي يطير بإذن الله.


4. **نزول مائدة من السماء**:

طلب الحواريون من عيسى أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء لتكون لهم عيدًا ولتطمئن قلوبهم. فدعا الله فنزلت المائدة كما جاء في سورة المائدة.


 4. مؤامرات الأعداء ورفعه إلى السماء

**رفض بني إسرائيل للدعوة**:

على الرغم من معجزات عيسى، لم يؤمن به إلا عدد قليل من بني إسرائيل، وأطلق عليهم لقب "الحواريون". أما البقية، خاصة الكهنة والمتعصبين منهم، فقد رفضوا دعوته وتآمروا عليه.


**مؤامرة قتله ورفعه**:

حاول أعداؤه من اليهود التخلص منه واتهموه بالهرطقة وسعوا لقتله. يذكر القرآن الكريم أن الله أنقذه من هذه المؤامرة، ورفعه إليه وألقى شبهه على شخص آخر: **"وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم"** (سورة النساء: 157). يؤمن المسلمون بأن عيسى لم يُقتل أو يُصلب، بل رفعه الله حيًا وسيعود في آخر الزمان ليقيم الحق والعدل.


5. مكانته في الإسلام

**نبي من أولي العزم**:

يُعتبر عيسى عليه السلام من الأنبياء أولي العزم، الذين لهم مكانة خاصة في الإسلام بسبب صبرهم على الابتلاءات وحملهم الرسالات العظيمة. ذكره القرآن في العديد من السور، ويمتدحه بأنه عبد الله ورسوله.


**الإيمان به ركن من أركان العقيدة**:


يُعتبر الإيمان بعيسى عليه السلام وبمعجزاته جزءًا من العقيدة الإسلامية. يُذكر في القرآن أنه بشر بمجيء نبي بعده هو محمد صلى الله عليه وسلم: **"ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد"** (سورة الصف: 6).


 6. عودته في آخر الزمان

يؤمن المسلمون بعودة عيسى عليه السلام إلى الأرض في آخر الزمان. سيعود ليكمل رسالته ويدعو إلى الإسلام ويقيم العدل ويحارب الظلم. ستكون عودته رمزًا لانتصار الحق وسيُقتل المسيح الدجال على يديه.


هذه القصة تُظهر عظمة المعجزات الإلهية وقوة الإيمان، وتقدم دروسًا في الصبر والثبات على الحق والدعوة إلى عبادة الله وحده.
تعليقات