قصة نبي الله إدريس عليه السلام
1. **نسب نبي الله إدريس عليه السلام**
إدريس عليه السلام هو أحد أبناء آدم عليه السلام. جاء في بعض الروايات أنه كان سابع أبناء آدم، بينما تقول روايات أخرى إنه من نسل آدم مباشرة. اسمه "إدريس"، وهو من أصول قديمة وكان يُلقب بـ "أخنوخ" في بعض المصادر اليهودية والمسيحية.
**نسبه الكامل**: إدريس بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم.
وقد ورد في بعض التفاسير أن إدريس عليه السلام كان يعيش في فترة تطور البشرية بعد طوفان نوح، وكان يُعلم الناس العديد من العلوم والفنون.
2. **دعوة إدريس عليه السلام**
إدريس عليه السلام كان نبيًا يدعو إلى توحيد الله تعالى، مثل باقي الأنبياء. وكان يعظ قومه ويحثهم على العبادة الخالصة لله، بعيدًا عن الشرك. وتفيد بعض الروايات أنه كان أول من تكلم في الكتابة والطب والفلك، وقد علم الناس الحساب والكتابة بالخط.
**أول من كتب بالقلم**: قيل إنه أول من تعلم الكتابة بالقلم وكان يعلم الناس الكتابة.
**علمه الواسع**: كان إدريس عليه السلام معروفًا بعلومه المتنوعة، حيث كانت له دراية في الفلك، الحساب، والفلسفة، إضافة إلى دعوته للتوحيد.
3. **مكانة إدريس عليه السلام**
إدريس عليه السلام كان معروفًا بالصدق والورع، وقد أثنى الله عليه في القرآن الكريم، حيث قال: **"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صَدِّيقًا نَبِيًّا"** (مريم: 56).
وقد ورد في بعض الأحاديث أنه كان من أولي العزم من الرسل، ولكن هذا القول غير ثابت بشكل قاطع في الأحاديث الصحيحة.
4. **قصة رفع إدريس إلى السماء**
إحدى أبرز القصص المتعلقة بنبي الله إدريس هي قصة رفعه إلى السماء. وقد وردت بعض التفاصيل حول كيفية قبض روحه في السماء، ولكن لا توجد رواية واحدة متفق عليها بين العلماء. إليك أبرز التفاصيل التي وردت في ذلك:
4.1 **علاقة إدريس مع ملك الموت**
رُوي أن ملك الموت جاء إلى إدريس ليقبض روحه، فطلب إدريس من ملك الموت أن يذهب معه إلى السماء ليرى كيف يعمل، فوافق ملك الموت ورفعه إلى السماء.
**قصة الزيارة**: جاء في بعض الروايات أنه عندما التقى إدريس مع ملك الموت، سأله عن سبب وجوده، فأجابه ملك الموت أنه جاء ليقبض روح إدريس. فاستغرب إدريس وطلب من ملك الموت أن يأخذ له جولة في السماء، فذهب معه. في أثناء جولته في السماء، أظهر الله له مكانته في الجنة.
**رفع إلى السماء**: في النهاية، قيل أن الله سبحانه وتعالى رفع إدريس عليه السلام إلى السماء، فكان ذلك حدثًا استثنائيًا، حيث لم يمُت إدريس على الأرض كما يموت البشر العاديون.
4.2 **الحديث الصحيح في رفع إدريس**
في الحديث الصحيح الذي رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: **"إِنَّ اللَّهَ رَفَعَ إِدْرِيسَ إِلَى السَّمَاءِ"**، وهذا الحديث من الصحيحين (صحيح البخاري وصحيح مسلم)، وهو الذي يؤكد أن إدريس عليه السلام رفع إلى السماء، ولكن لم يذكر الحديث ما إذا كان قد توفي أو لا، بل رفعه الله إليه بكرامة.
4.3 **رفع إدريس كرامة له**
البعض يرى أن رفع إدريس عليه السلام إلى السماء كان بمثابة تكريم له، لأن الله سبحانه وتعالى رآه أهلًا لذلك، بسبب علمه وتقواه. في تفسير الطبري وغيره من التفاسير، ذكر أن إدريس كان قد بلغ درجة عالية من العبادة والعمل الصالح، ورفع الله مكانته بإبقائه حيًا في السماء.
5. **هل توفي إدريس؟**
الرأي الأكثر قبولًا بين علماء المسلمين هو أن إدريس عليه السلام لم يمت بل رفعه الله إلى السماء. قد ورد عن بعض العلماء أنه من الأنبياء الذين رفعوا إلى السماء دون أن يموتوا، مثل عيسى بن مريم عليه السلام. هذا الرأي مدعوم بالحديث الصحيح الذي ذكرناه: **"إِنَّ اللَّهَ رَفَعَ إِدْرِيسَ إِلَى السَّمَاءِ"**، ولم يذكر الحديث أي تفاصيل عن موته على الأرض.
أما بالنسبة للرأي القائل بأنه توفي في السماء، فهذا غير ثابت بشكل قاطع في النصوص الدينية.
6. **الدرجات التي وصل إليها إدريس**
إدريس عليه السلام يعتبر من الأنبياء الذين أكرمهم الله بالرفعة في السماء. في بعض التفاسير، ذُكر أنه كان في السماء مع الأنبياء الآخرين، ويقال إنه وصل إلى مرتبة عظيمة من التكريم حيث كان من ضمن من شملهم الله بالرفعة والبركة.
7. **دروس وعبر من حياة إدريس**
من حياة نبي الله إدريس عليه السلام، يمكن استخلاص العديد من الدروس والعبر، ومنها:
**أهمية العلم**: إدريس كان معروفًا بعلمه، وخاصة في العلوم التي تعين الناس في حياتهم اليومية مثل الكتابة والفلك. وهذا يدل على أن العلم والبحث هما من وسائل الهداية والتقوى.
**التقوى والإيمان**: كان إدريس عليه السلام من أكثر الناس تقوى وإيمانًا بالله، وهو ما جعله يحظى برضا الله ورفعه إلى السماء.
**الثبات على الدعوة**: كان إدريس عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله ويصر على التوحيد، مما يعكس أهمية الثبات على الدعوة إلى الله مهما كانت التحديات.
8. **الخلاصة**
نبي الله إدريس عليه السلام كان نبيًا عظيمًا ذو علم واسع وتقوى، ورفع إلى السماء بكرامة من الله سبحانه وتعالى. هو أول من كتب بالقلم وعلم الناس الحساب والنجوم، وقد ذكر في القرآن الكريم بوصفه "صَدِّيقًا نَبِيًّا".
كان رفعه إلى السماء حادثة عظيمة، وربما كان ذلك بمثابة تكريم له بسبب ورعه وصدقه، ويظل إدريس عليه السلام من الأنبياء الذين حملوا رسالة التوحيد وأثروا في الناس بعلمهم وعبادتهم.