أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

هل نصلي بالطريقة الصحيحة ؟





مبطلات الصلاة:

 1. **ترك شرط من شروط الصلاة أو ركن من أركانها عمدًا**


 **شرح الشرط والركن**

: شروط الصلاة هي الأمور الواجب توافرها قبل البدء بها، مثل الطهارة وستر العورة واستقبال القبلة، وهي ضرورية لصحة الصلاة. أما الأركان فهي الأفعال التي تتكون منها الصلاة كتكبيرة الإحرام والركوع والسجود.

 **حكم ترك شرط أو ركن عمدًا**:

 ترك شرط أو ركن عمدًا يبطل الصلاة؛ فمثلاً، إذا تعمد الشخص الصلاة دون طهارة، فإن صلاته باطلة. وكذلك من يتعمد ترك الركوع أو السجود لا تصح صلاته.

  **حكم ترك الشرط أو الركن سهوًا**:

 إذا ترك المصلي شرطًا أو ركنًا سهوًا، عليه إصلاحه إن أمكن، فمثلاً إن نسي الركوع وعاد وتذكر قبل القيام للركعة التالية، فعليه الركوع وإتمام صلاته، وإن لم يمكن إصلاحه فقد يُبطل الصلاة.

 2. **الكلام عمدًا في الصلاة لغير مصلحة الصلاة**

**حكم الكلام في الصلاة**:

 الأصل في الصلاة أن تكون خالصة للذكر والدعاء والقرآن. والكلام خارج عن هذه الأمور يبطل الصلاة إذا كان لغير ضرورة أو لمصلحة الصلاة.

 **مثال على الكلام المباح في الصلاة**:

 إذا كان الكلام للضرورة، مثل التنبيه على خطأ في القراءة، فإن الصلاة لا تبطل عند الحاجة. وقد ورد عن الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز لهم التنبيه بالتصفيق للنساء والتسبيح للرجال عند الضرورة.

 **الكلام سهواً أو نسياناً**:

 إن تحدث المصلي سهوًا أو نسيانًا، فلا تبطل الصلاة عند بعض الفقهاء، إذ إن الشريعة ترفع الإثم عن الناسي، ويستحب السجود للسهو للتعويض عن الخطأ.

 3. **الضحك بصوت أثناء الصلاة**

   - **الضحك والتبسم في الصلاة**: الضحك بصوت يخرج عن الخشوع ويخالف هيبة الصلاة، ويعتبر مناقضًا لآدابها. أما الابتسامة اليسيرة أو التبسم الذي لا يُسمع له صوت فلا يفسد الصلاة.

 **حكم الضحك**:

 جمهور الفقهاء يرى أن الضحك بصوت مبطل للصلاة؛ لأن الضحك يتنافى مع الخشوع. التبسم بغير صوت لا يبطلها، لكنه يُعتبر مخالفًا لأدبها.

 4. **الأكل أو الشرب عمدًا أثناء الصلاة**

   **حكم الأكل والشرب**:

 تناول الطعام أو الشراب أثناء الصلاة عمدًا يبطلها بالإجماع؛ لأن الصلاة تحتاج إلى خشوع وتركيز، والأكل والشرب يتعارضان مع ذلك.

 **حكم تناول شيء سهواً**:

 إذا تناول المصلي شيئًا سهوًا، مثل بقايا الطعام بين الأسنان، فهذا لا يبطل الصلاة طالما كان شيئًا يسيرًا وعفوياً.

**حالات خاصة**:

 إذا كان هناك ضرورة، كالإفطار للعذر كالمريض، فيمكن للشخص قطع الصلاة، ثم الإفطار، والعودة للصلاة لاحقًا.

5. **الحركة الكثيرة بدون حاجة أثناء الصلاة**

 **حكم الحركة الزائدة**:

 الحركة الكثيرة المتكررة التي تخرج الصلاة عن هيئتها تبطلها، لأنها تفقدها الخشوع والاستقرار. أما الحركة اليسيرة مثل ترتيب الملابس أو الاستعانة بوسائل طبية فلا تفسد الصلاة.

 **ما يعتبر حركة كثيرة**:

 إذا كانت الحركة متواصلة وبلا سبب، أو إذا كانت بشكل مفرط، فيرى جمهور الفقهاء أن هذا يبطل الصلاة. أما الحركة اليسيرة التي يحتاجها المصلي لتعديل هيئته أو لاستقامة الصف فهي جائزة.

**حالات الضرورة**:

 يجوز التحرك للضرورة كدفع مؤذٍ أو تعديل الوضعية لتجنب الضرر أو لأداء سنة مؤكدة كالتسوية بين الصفوف.

 6. **التكلف في الالتفات والتوجه بغير القبلة عمدًا**

 **وجوب استقبال القبلة**:

 القبلة شرط أساسي للصلاة، وترك استقبالها عمدًا يفسد الصلاة، إلا في حالات الضرورة كالصلاة في الحرب.

**حكم الالتفات**:

 الالتفات البسيط لحاجة أو لتجنب ضرر لا يبطل الصلاة، لكن الالتفات عن القبلة بشكل تام ومتكرر عمدًا يبطلها.

**الالتفات سهواً**:

 الالتفات البسيط من دون نية أو تركيز قد يعذر به المصلي، لكن يفضل الالتزام بأدب الصلاة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو المسلمين إلى الخشوع الكامل وعدم الالتفات.

 7. **انكشاف العورة عمدًا**

   - **حكم ستر العورة**: ستر العورة شرط لصحة الصلاة، والعورة تختلف بحسب جنس المصلي (من الرجال والنساء). إن انكشفت العورة عمدًا ولم يتم سترها، تبطل الصلاة.

**انكشاف العورة سهوًا**:

 إذا انكشفت العورة عن غير قصد، فيجب سترها فورًا، وتكمل الصلاة. أما استمرار الكشف وعدم سترها يبطل الصلاة.

 **حدود العورة في الصلاة**:

 للرجل من السرة إلى الركبة، وللمرأة كل جسمها عدا الوجه والكفين، وعلى كل منهما الالتزام بهذه الحدود أثناء الصلاة.

 8. **نقض الوضوء**

**الطهارة كشرط للصلاة**:

 الوضوء شرط أساسي للصلاة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: *"لا تقبل صلاة بغير طهور"*.

  **ما يبطل الوضوء**:

 من مبطلات الوضوء خروج الريح، والبول، والغائط، أو لمس الفرج بشهوة وغيرها. فإذا انتقض وضوء المصلي أثناء الصلاة تبطل صلاته.

**ما العمل عند انتقاض الوضوء أثناء الصلاة**:

 يجب على المصلي إعادة الوضوء، ثم العودة للصلاة من جديد، ولا يكمل الصلاة دون طهارة.

 9. **ترك واجب أو شرط بسبب السهو وعدم إصلاحه**

  **الواجبات والشرائط في الصلاة**:

 الواجبات هي أمور واجبة مثل قول "سبحان ربي العظيم" في الركوع، وتركها عمدًا يبطل الصلاة، وإن تركت سهوًا فيجب السجود للسهو.

**حكم السهو**:

 إذا سهى المصلي عن واجب أو شرط ولم يصلحه، مثلًا إذا ترك التشهد الأوسط، فعليه سجود السهو لتدارك الخطأ. إن لم يقم بذلك، فقد تبطل صلاته في بعض المذاهب.

  **سجود السهو**: 

هو تعويض لما فات، ويأتي في نهاية الصلاة بعد التسليم أحيانًا أو قبله حسب الحالة. من السنة أن يلتزم به المسلم، لأنه يكمل النقص ويصحح الأخطاء.

 10. **مخالفة هيئة الصلاة المعتادة بشكل فاحش**

 **الحفاظ على هيئة الصلاة**:

 من شروط صحة الصلاة الالتزام بالخشوع والسكينة. التصرفات التي تُخلّ بهذه الهيئة، مثل الرقص أو القفز، تخرج الصلاة عن روحانيتها.

   **ما المقصود بالمخالفة الفاحشة**:

 يُقصد بها القيام بتصرفات لا تليق بالصلاة كأن تكون ملفتة للنظر وتثير الضحك أو الفوضى. مثل هذه التصرفات مبطلة للصلاة لأنها تتعارض مع مقصود الصلاة.

**الأدب في الصلاة**:

 يحث الإسلام على أدب الصلاة، وألا يتصرف المسلم بطريقة تخرج الصلاة عن خشوعها. الصلاة موضع للوقار والخشوع، وقد قال الله في كتابه الكريم: *"قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون"* (المؤمنون: 1-2)، فيجب الالتزام بهيئة ملائمة تليق بالصلاة.


الخاتمة:


إن الصلاة هي من أهم العبادات في الإسلام، وتعتبر الوسيلة الأساسية للتواصل مع الله سبحانه وتعالى. ومن خلال فهم مبطلات الصلاة، يمكن للمسلم تعزيز تجربته الروحية وتجنب الأخطاء التي قد تؤثر على صلاته. 

إن إدراك الشروط والأركان والواجبات والمبطلات يعكس الوعي الديني والفهم العميق للعبادة. كما أن الالتزام بهذه القواعد لا يساعد فقط في صحة الصلاة، بل يعزز أيضًا من الخشوع والسكينة النفسية خلال أداء هذه العبادة.

من خلال التحلي باليقظة أثناء الصلاة، وتجنب ما يبطلها، يستطيع المسلم أن يشعر بحضور الله في كل لحظة من لحظات الصلاة، مما يحقق له السكينة والطمأنينة في حياته اليومية. 

نسأل الله أن يرزقنا وإياكم صلاة خاشعة، ويجنبنا كل ما يفسدها، ويجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

























 






تعليقات