فضل الصدقة في رمضان..
الصدقة في رمضان لها فضل عظيم وأجر مضاعف، ويُعتبر شهر رمضان فرصة لتعظيم العمل الصالح والتقرب إلى الله. من فضائل الصدقة في رمضان:
1. **مضاعفة الأجر**
- في شهر رمضان، تكون الأعمال الصالحة مضاعفة الأجر والثواب، فالله تعالى يزيد من أجر من يُنفق في سبيله. وقد جاء في الحديث الشريف: "كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" (رواه البخاري). والصدقة من أعظم الأعمال، فإذا كانت في رمضان تضاعف أجرها أكثر، إذ الصدقة في الشهر المبارك تأتي ضمن عبادة الصيام وتزيد في قُرب العبد إلى الله.
2. **تحقيق روح التعاون والتكافل**
- تُعزز الصدقة روح المحبة والمودة في المجتمع، حيث تساهم في تقوية روابط الألفة بين الأغنياء والفقراء. ومن خلال الصدقة، يساعد المسلم إخوانه المحتاجين، فيشعر الجميع بوحدة المجتمع وتكافله، وهذا من أبرز القيم الإسلامية، خاصةً في رمضان حيث يواجه البعض صعوبات في توفير الاحتياجات الأساسية. الصدقة تُعتبر رمزًا للتآزر والرحمة، مما يؤدي إلى نشر السعادة والسلام في المجتمع.
3. **تطهير المال والنفس**
- تُطهر الصدقة مال المسلم من الشوائب، كما أنها تنقّي نفسه من الشحّ والبخل، وتُعينه على التخلص من حب المال الشديد، إذ قال الله تعالى: *"خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها"* (التوبة: 103). فالصدقة لا تزيد المسلم إلا نفعًا وبركة في ماله، حيث يبارك الله له فيما بقي لديه ويعوضه أضعافًا. ويصبح المال سببًا للتقرب إلى الله ونيل رضاه.
4. **تفريج الكرب**
- الصدقة تعمل على تخفيف كربات المحتاجين وتُعينهم على تجاوز أزماتهم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: *"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة"* (رواه مسلم). فتفريج الكروب من أعظم الأعمال التي تُظهر رحمة المسلم تجاه إخوانه. وعندما يساعد المحتاج في قضاء حوائجه، فهو بذلك يُحقق معاني الرحمة ويجلب لنفسه الرحمة يوم القيامة.
5. **مغفرة الذنوب**
- الصدقة سبب في مغفرة الذنوب والخطايا، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: *"والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"* (رواه الترمذي). فكما أن الماء يطفئ النار، فإن الصدقة تطفئ الذنوب وتزيل آثارها، خاصةً إذا كانت بنية خالصة لله. رمضان هو شهر المغفرة، والصدقة فيه تأتي ضمن أسباب قبول العمل، إذ تجمع بين العبادة والإنفاق في سبيل الله، وهذا يعين المسلم على أن يُغفر له ما تقدم من ذنوبه.
6. **اقتداء بالسنة النبوية**
- كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس جودًا في رمضان، وقد وصف ابن عباس رضي الله عنه الرسول قائلاً: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان" (رواه البخاري). كان النبي يُكثر من الصدقة في رمضان، مما يحث المسلمين على الاقتداء به. فتجدهم يجودون بأموالهم، ويحرصون على أن ينالوا الأجر الوفير الذي كان يحرص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الفضيل.
خلاصة:
تأتي الصدقة في رمضان كعمل عظيم يرفع الدرجات ويطهر القلوب ويقوي المجتمع. تساعد الصدقة في تحقيق التكافل الاجتماعي وتعزز روح الإحسان والتعاون بين الناس.