أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

جمع القرآن الكريم في العهد النبوي





جمع القرآن الكريم في العهد النبوي



جمع القرآن الكريم في العهد النبوي كان عملية مرتبة ومرحلية تمت تحت إشراف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يتم جمعه في مصحف واحد كما حدث في العصور اللاحقة. يمكن تقسيم مراحل جمع القرآن في العهد النبوي إلى عدة نقاط مهمة:


1. **النزول التدريجي:**


نزل القرآن الكريم على مدى 23 عامًا، حسب الأحداث والظروف التي كان يمر بها المسلمون. كان الوحي ينزل مجزءًا، ويأتي جبريل عليه السلام بالآيات إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمها للصحابة.


2. **الحفظ في الصدور:**


كان الاعتماد الأكبر في عهد النبي على حفظ القرآن في الصدور. الكثير من الصحابة كانوا يحفظون القرآن عن ظهر قلب. وكان النبي يشجع الصحابة على الحفظ والتلاوة. ومن أبرز هؤلاء الحُفَّاظ: **أبي بن كعب، زيد بن ثابت، عبدالله بن مسعود، ومعاذ بن جبل** وغيرهم.


 3. **الكتابة على المواد المتاحة:**


إلى جانب الحفظ، كان القرآن يُكتب على ما توفر من أدوات الكتابة في ذلك الوقت، مثل: **الرقاع، العظام، الجلود، وسعف النخيل**. وكان للنبي صلى الله عليه وسلم كتبة للوحي، أبرزهم **زيد بن ثابت**، الذي كان يُملي عليه النبي الآيات بعد نزولها، ويطلب منه كتابتها.


 4. **ترتيب الآيات والسور:**


كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يرتب الآيات داخل السور بإرشاد من الوحي. فكلما نزلت آية، كان يُخبر الصحابة بموقعها داخل السورة. وكان هذا الترتيب توقيفياً (أي بأمر إلهي)، وليس اجتهاديًا.


 5. **مراجعة القرآن مع جبريل:**


كان النبي صلى الله عليه وسلم يُراجع القرآن مع جبريل عليه السلام سنويًا في رمضان. وفي السنة الأخيرة قبل وفاته، راجع القرآن مرتين مع جبريل، وهي ما يُعرف بـ "العرضة الأخيرة". وهذه المراجعة كانت تأكيدًا على حفظ القرآن وضمان ترتيبه الصحيح.

 **لماذا لم يُجمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي؟**
 القرآن كان ينزل تدريجيًا حسب الأحداث والوقائع.
النبي صلى الله عليه وسلم كان ما زال حيًا، وقد تأتي آيات جديدة أو نسخ لبعض الآيات.

 كان الاعتماد الأكبر على حفظ الصحابة للقرآن في صدورهم، والكتابة كانت وسيلة ثانوية بجانب الحفظ.


**التهيئة لجمع القرآن في عهد الخلفاء:**


على الرغم من أن القرآن لم يُجمع في مصحف واحد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن العمل الذي تم في العهد النبوي من حفظ وكتابة ومراجعة مع جبريل كان الأساس الذي بُني عليه جمع القرآن في عهد الخلفاء الراشدين، خاصة في عهد **أبي بكر الصديق**، ومن ثم في عهد **عثمان بن عفان** عندما تم جمعه في مصحف رسمي موحد.


باختصار، جمع القرآن في العهد النبوي كان على شكل حفظ وكتابة، مع توجيه وترتيب من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هذا الأساس المتين الذي أتم جمعه في مراحل لاحقة.





تعليقات