الزكاة في الإسلام:
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي واجب شرعي على المسلمين يتمثل في إخراج جزء محدد من المال الذي يبلغ نصابًا معينًا ويحول عليه الحول (أي مضي سنة قمرية كاملة) لمستحقيه من الفقراء والمحتاجين. وهي ليست مجرد مساعدة مادية، بل لها أبعاد روحية واجتماعية هامة تهدف إلى تحقيق التوازن الاجتماعي والتكافل بين أفراد المجتمع.
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي واجب شرعي على المسلمين يتمثل في إخراج جزء محدد من المال الذي يبلغ نصابًا معينًا ويحول عليه الحول (أي مضي سنة قمرية كاملة) لمستحقيه من الفقراء والمحتاجين. وهي ليست مجرد مساعدة مادية، بل لها أبعاد روحية واجتماعية هامة تهدف إلى تحقيق التوازن الاجتماعي والتكافل بين أفراد المجتمع.
أهمية الزكاة:
تطهير النفس والمال: الزكاة تطهر المال من الآثام والشبهات، كما تطهر النفس من البخل والشح. قال الله تعالى: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا" (التوبة: 103).
تحقيق العدالة الاجتماعية: الزكاة تسهم في تقليل الفجوة بين الفقراء والأغنياء وتساعد على توزيع الثروات بشكل أكثر عدالة.
التكافل الاجتماعي: الزكاة تضمن أن يحصل المحتاجون في المجتمع على الدعم المالي الكافي لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
البركة في المال: إخراج الزكاة يزيد من بركة المال ويحفظه من الآفات، كما قال النبي ﷺ: "ما نقص مال من صدقة" (رواه مسلم).
شروط الزكاة:
الإسلام: الزكاة واجبة على المسلمين فقط الحرية: الزكاة لا تجب على العبيد، لأنها عبادة مالية تحتاج إلى أهلية التصرف في المال.
امتلاك النصاب: يجب أن يبلغ المال النصاب، وهو الحد الأدنى الذي تفرض عليه الزكاة.
حولان الحول: يجب أن يمر على المال عام هجري كامل دون أن ينقص عن النصاب.
أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة :الذهب والفضة: يشترط أن يبلغ النصاب قيمة 85 جرامًا من الذهب أو 595 جرامًا من الفضة.الأموال النقدية: الزكاة تجب على النقود إذا بلغت قيمة نصاب الذهب.
عروض التجارة: تشمل البضائع والسلع التجارية التي يشتريها ويبيعها التجار.
الزروع والثمار: يجب إخراج الزكاة عن المحاصيل الزراعية إذا بلغت النصاب.
الأنعام: مثل الإبل والبقر والغنم، إذا بلغت النصاب المحدد لها.
المعادن والكنوز: يشترط إخراج الزكاة من المعادن والكنوز المكتشفة.
مصارف الزكاة:
حدد الله تعالى في القرآن الكريم الجهات التي تستحق الزكاة، وهي ثمانية، كما ورد في قوله تعالى:
"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ" (التوبة: 60).الفقراء: الذين لا يملكون ما يكفي لسد حاجاتهم الأساسية.
المساكين: الذين يملكون بعض المال لكن لا يكفيهم للعيش الكريم.
العاملين عليها: الذين يجمعون الزكاة ويوزعونها.
المؤلفة قلوبهم: حديثو العهد بالإسلام أو من يحتاجون للدعم لتثبيت إيمانهم.
في الرقاب: لتحرير العبيد أو الأسرى.
الغارمين: الأشخاص المثقلين بالديون غير القادرين على سدادها.
في سبيل الله: لدعم المشاريع التي تخدم الدين، مثل بناء المساجد أو دعم المجاهدين في سبيل الله.
ابن السبيل: المسافر المحتاج الذي انقطعت به السبل.
نصاب الزكاة:
النصاب هو الحد الأدنى الذي يجب أن يبلغه المال لتجب فيه الزكاة، ويختلف نصاب الزكاة حسب نوع المال: الذهب والفضة: نصاب الذهب 85 جرامًا، ونصاب الفضة 595 جرامًا.
النقود: يعادل نصاب النقود قيمة 85 جرامًا من الذهب.
عروض التجارة: يُحسب نصابها بناءً على قيمة السلع التجارية، ويجب أن تكون قيمتها تعادل نصاب الذهب.
الزروع والثمار: نصابها هو 653 كجم تقريبًا إذا كانت المحاصيل تسقى بماء السماء، أو 327 كجم إذا كانت تسقى بمياه صناعية.
مقدار الزكاة: في الذهب والفضة والنقود: 2.5% من إجمالي المال إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول.
في الزروع والثمار: 10% إذا كانت تسقى بماء المطر أو المياه الطبيعية، و5% إذا كانت تسقى بوسائل الري الصناعية.
في الأنعام: تختلف حسب النوع والعدد، ويجب مراعاة النصاب الخاص بكل نوع.
فوائد الزكاة الروحية والاجتماعية: تقوية الإيمان: الزكاة تربي المسلم على الشعور بمسؤولية تجاه المجتمع وتعلمه العطاء والكرم.
التماسك الاجتماعي: الزكاة تقلل من الطبقية في المجتمع وتعمل على مساعدة الفقراء وتلبية احتياجاتهم.
التنمية الاقتصادية: من خلال دعم المشاريع الخيرية والإنتاجية التي تعزز الاقتصاد.
خاتمة:
الزكاة هي عبادة مالية عظيمة تهدف إلى تطهير المال والنفس، وتحقيق التكافل الاجتماعي والعدل في المجتمع. وهي تعكس روح الإسلام القائمة على التضامن والمساعدة، وتجعل من المال وسيلة لنشر الخير وتحقيق الرخاء للجميع.