أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

وبَشِّر المؤمنين




 وبَشِّر المؤمنين:


الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.

**أما بعد:**

أيها المؤمنون، أُوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإنها مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة. قال الله تعالى في كتابه الكريم: *"وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"* [البقرة: 155]. هذه الآية المباركة تفتح أبواب الأمل والبشرى أمام المؤمنين الذين يصبرون على ما أصابهم من مشقة وابتلاء.

**أيها الأحبة،** إن البشرى للمؤمنين هي وعد من الله سبحانه وتعالى، وهي ليست محصورة في دنيا فانية، بل تتجلى في كل ما وعد الله به من عوض ونعيم في الآخرة. قال تعالى: *"فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ"* [الزمر: 17-18].

**وفي سنة نبينا محمد ** نجد مثالاً حيًا للبشارة. فقد كان رسول الله يبشر أصحابه بالنصر والفرج حتى في أشد الأوقات. عندما حاصر الأحزاب المدينة في غزوة الخندق وضاقت على المسلمين الأرض بما رحبت، جاءتهم البشرى بنصر الله وفتحه، وتمثل ذلك في قوله تعالى: *"وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ"* [الأحزاب: 22].

**أيها المسلمون،** البشارة للمؤمنين ليست مقتصرة على الكربات، بل تشمل كل من استقام على أمر الله وأحسن العمل. فمن بشائر القرآن الكريم قوله تعالى: *"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"* [النحل: 97].

**فيا عباد الله،** البشارة حق لكل مؤمن يحمل قلبًا مطمئنًا بالله، ويعتمد عليه في السراء والضراء. استعينوا بالصبر والصلاة، وجددوا إيمانكم بذكر الله، واعلموا أن الدنيا زائلة وأن ما عند الله خير وأبقى.

**اللهم اجعلنا من الذين يبشرون برضاك، واغفر لنا ذنوبنا، واكتب لنا الحسنى في الدنيا والآخرة.**


أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
تعليقات